قـررت الإنـتــحــــار ..!!
أُدير عينيّ في الغرفة حولي
أنظر الى المقاعد .. تلك التي ملّتني ..
ملّت النظر اليّ .. ملّت جلوسي عليها ..
ملّت ساعات الإنتظار التي أجلستها فيها بجانبي ..
وأجول بناظري ... هآآآه .. ها أنت ..
تجلس في ركنك البعيد ..ومن بين (آلاف ) المرات ...
التي يصافح نظري فيها ركنك
أجدك قابعاً فيه .. ويفرح بك .. فرحته اليتيمة ..
... وأنظر الى الساعة المعلقة في الجدار الشاهق
ذاك الذي جثم على صدري .. سنيناً تعبت من عدّها ..
كانت (تتك ) برتابتها القاتلة ..
برتابة سئمت الدوران .. حول محورٍ أجوف ..
...... واليوم .. لا أرى أرقامها .. ولا تريني وقتها
كأنها قررت .. مثلي أن تضع نقطة النهاية ..
.... وأنظر مجدداً .. ويمد عقربها لسانه ليّ ساخراً
ستظلين سنيناً أخرى .. قابعةُ في مقعدك ..ذاك الذي ملّكِ ..
.... وأفزع الى كلماتي .. مالها جوفاء كعادتها ..
إنزلقت أحرفها منها .. حتى غدت بلا معنى ..
.... غدت بكماء .. مثل صاحبتها ...
..........
ويصطدم نظري بهيكلك الفارغ .. ذاك المرميّ
.... بلامبالاتك على مقعده يقهقه مع صديق على الهاتف
أهذا حقاً أنت ؟؟ ..
أهو نفس الشخص ؟؟ أهو نفس الحلم ؟؟ .. أهو نفس الوعد .؟؟
.. من الذي أخذ كل هذا وتركك لي .؟؟
أهي رتابة الأيام ؟
أهو إنتصار التملك ؟..
أهي لا مبالاة التواجد ؟..
أم ما أرى أمامي مظهراً مكملاً لرجولة مزعومة ؟..
أين الأيام؟ أين الأحلام .. بل أين وهم الحب؟ ..
يالها من ضريبةٍ دفعها كلانا ..
.......
أدخل الى حجرتنا .. حقائبي هي الأخرى قابعةُ تنتظر
تنتظر الحرف في كلماتي .. تنتظر التمرد في دمي ..
تنتظر الشجاعة في قراري .. تنتظر فراري ..
وأقف مستندة على الباب .. أتنفس الشجاعة التي ولّت ..
وأستلهم الموقف اللذي سيكون .. أصلي من أجل الخطو في قدميّ
.......
وأخرج اليك ...
أنظر كالمسلوبة في عينيك .. وتفغر فاك دهشةً ..
وتعلّق حديث الهاتف .. وتنظر بتساؤل ..
أُدير ظهري .. وأفتح باب الشقة .. ثم أنظر اليك ..
قررت الرحيل ... و.. إلى الأبد