رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

السبت، 20 أغسطس 2011

معادلة الفساد في بلدي ..!



قرأت مقولة عميقة منذ يومين " الفساد يُنتج ثراءاُ فاحشاً .. وفقراً مُدقعّاً " .



الثريّ .. أو صاحب المنصب أو الكرسي .. لا همّ له سوى المزيد من السلطة .. والمال .
فللكراسي بريقها .

ولأن الجميع يعلم أن دوام الحال من المُحال ..!

لذلك يستأسد من يصل .. كي يخرج بأكبر قدرٍ من المنفعة من منصبه .

وتتراكم الثروات .. والله العالم وحده بأي طريقة .


ومع غياب الهدف الرئيسي لتنصيب أي مسئول .. وهو مراعاة مصالح الناس .. لأن المسئول مشغول بتأمين مستقبله ومستقبل أولاده وأحفاده لعشرة أجيال .. تتراكم مصائب الناس وتتزايد حاجاتهم التي لا تجد من يقضيها .


إقتصادياً .. وسياسياً وعلمياً .. لا يمكن لثروة أن تتضخّم .. إلا لو كان على الطرف الآخر فقراً يتضخّم .


ومع غياب الرقيب وفقدان الأدوات الرقابية .. تصبح المهمة سهلة للغاية .


ببساطة .. هذا هو الفساد .. وهذه هي الحال في بلدي .. مملكة الإنسانية .

*
*


سأحكي لكم تجربتين شخصيتين مررت بهما خلال شهرين .


بدأت مشكلتي مع شركة الكهرباء .. ومعاناة زادها غياب المعلومة .. أخذت بي من شمال الرياض .. لجنوبها ... ثم من شرقها لغربها .


المشكلة كانت بسيطة .. وهي أن التيار الداخل لبيتي من الشركة كان جهده 4 فاز .. والعدّاد داخل البيت يستقبل 2 فاز فقط .


ومع الإنقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وجب تغيير العداد داخل الفيلا .

رفض أي كهربائي في الرياض تغيير العداد مدعياً أنه عمل شركة الكهرباء .

وشركة الكهرباء بعد أن حوّلوني من موقع لآخر حتى زرت جميع مواقع الشركة في الرياض في يومٍ واحد وكل جهة ترميني لأخرى .. أعطوني الجواب التقليدي " عملنا ينتهي خارج البيت " .



وبعد هذه الجملة .. بدأ الإبداع ..!!!!


أكثر من عامل من شركة الكهرباء ذاتها التي رفضت المساعدة على حل المشكلة ( ثلاثة بالتحديد ) عرضوا عليّ إنجاز العمل بعد ساعات الدوام .. أو قبله .. وبمقابل مادي بالطبع .

عندي 3 عروض جيدة .. ولكن أحد العروض كان لا يقاوم .

إحضار العداد من مخازن شركة الكهرباء .. وتركيبها .
وبالطبع قبلت هذا العرض .. ودفعت للشلة المحترمة لإنجاز العمل .



تجربتي الثانية كانت منذ أيام .. في رمضان ..!


هناك أعمال حفر في الأرض المجاورة للبيت .. تسببت في قطع جميع خطوط الهواتف الثابتة في البيت .. وعددها أربع أرقام .


ومعاناة جديدة مع شركة الإتصالات .. والدعم الفني يحوّلني لقسم الكابلات .. والكابلات يُعيدوني للدعم الفني .. تكرّم علينا فنيّ الإتصالات بالحضور .


وكالعادة .. الجملة الشهيرة " عملنا ينتهي خارج البيت " ..!!


والمفاجأة أن ذات السيناريو تكررّ ..!


نستطيع إنجاز العمل خارج الدوام .. وكله بأجره .. وقد كان ..!!!




إذا كانت الشركات الكبيرة لا تستطيع إنجاز أعمالها .. وتُرسل عمّالها خارج الدوام وبمبالغ عالية .. هذا يجعلني أتسآءل .!!

هل العملية مُدبّرة ؟!..

هل هناك تنظيم في كل شركة .. يستغل قوانين لا أعرف من وضعها للمتاجرة بالمواطنين وحاجاتهم ؟!..

هي عصابات داخل الشركات تنهب المواطنين .. وبطريقة واضحة ... " إدفع .. أو تتعطّل مصالحك " .

ألا يكفي ما يأخذوه منا بطريقةٍ رسمية عبر الفواتير الباهظة .. كي يستغلوا تقصيرهم عن خدمتنا لأخذ المزيد من الأموال ..!!


إلى متى سنبقى تحت رحمة فسادٍ لا رقيب له ولا حسيب ..!


ومن لا يملك .. يزداد غرقاً .. ويعيش في الظلام .. لا لذنب .. إلا لأن دخله طار في سداد الفواتير لتلك الشركات .. ولم يحتفظ بجزء على الهامش كي يزداد أحد الفاسدين غنىً ..!!



ميرفت
في 19 / 8/ 2011