رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

الأحد، 13 فبراير 2011

حــقُّـــنــــــا في التــحليـــق ..!



الإنسان بطبيعته مُقيّد بالكثير .

بقدراته المحدودة .
بإنتمائه لأرضٍ وبشر .
بقيود مجتمعه .
بمبادئه وقناعاته .

فأين نستطيع إيجاد ( تلك ) المساحة التي نستطيع الإنعتاق فيها من قيودنا .

كأني أخال الواحد منا أسير شبكةٍ مُعقّدة الخيوط متشابكة .

كلما تحررنا من قيد .. إصطدمنا بغيره .

والإنعتاق يُلحّ علينا .. والقيود تُلحّ أكثر .

مسكين هو إنسان هذا الزمان .

أجدادنا كان أكبر همهم كلأ لمواشيهم لينتفعوا من ألبانها ولحومها .. وناراً يتسامرون حولها ليلاً في ضوء قمرٍ ( قد ) يتوارى في بعض الليالي .

ونحن نملك الكثير ولكننا لا نملك في الواقع ذواتنا .

من هذه الزاوية أرى أن أجدادنا كانوا مترفين .. فأرواحهم حرة .. وذواتهم مُحلّقة وراء حكايا ( رجل السمر ) الذي يبيعهم الخيال .

ووسط كل هذا الزحام المادي نسينا أننا نملك ما أمتلكه أجدادنا .. نملك القدرة على الحلم .

أرى أن الحلم هو المساحة الوحيدة التي نملكها في زمننا للإنعتاق .

نحن نملك أجنحة كأجدادنا ولكن ومع طول هجرنا لها ضمرت حتى نسيناها .

نملك سمواتٍ عرض الكون لنُحلّق فيها ولكننا نُصرّ على النظر في دائرتنا الضيّقة .

نملك هواءاً يرفعنا ولكننا نتنفسه بحساب وكأنه سينتهي يوماً .

قد يعتقد أحدكم أنني أدعو للتخدير بالحلم .
للوقوع في كذبة الحلم الذي يجعلنا لا نُدرك الواقع .

ولكن دعوتي أبعد بكثيرٍ من هذا .

يصف راسل مادية الغرب بأنها خطوات متسارعة نحو الكارثة .. ويبدو أننا فعلاً نخطوها معهم .. متناسين أننا بطبيعتنا كشعوب شرقية لا نستطيع الإنسلاخ من رومانسيتنا وعواطفنا مهما كابرنا .


التحليق هنا ليس هروباً .. ولكنه إعادة شحن لذواتنا المرهقة بالقيود .
والحلم هنا ليس عجزاً ولكنه إختيار مساحةً نرمي عندها ثقلنا النفسي والمادي .

إحلموا معي ..!
فمعظم ما يحدث في عالمنا كان يوماً ( ما ) حلماً في رأس صاحبه .

لا تخجلوا من أحلامكم بل تحدثوا عنها لتُحرّضوا الجميع على الحلم .


قرأت مقولة جميلة وعميقة " قد يكون «الحلم»... سلاح مشروع إذا سدد إلى الهدف جيداً .. ولكنه يكون مجرد قنبلة صوتية عندما يكون حلماً .. من خلف ستائر غرف النوم "

عندما نتوقّف عن الحلم .. تضمر أجنحتنا .. وتنكسر إرادتنا .. ويصبح الهواء حولنا خانقاً .

فقط تذكّروا أن تحلموا اليوم .. قبل وصولكم لنهاية هذا اليوم .

فالحلم وقود تحتاجه أرواحنا لتواصل المسير قبل أن تخبو .




" ميرفت " ذات هلوسة ..!!