رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

المرأة بين ديني .. وبلدي ..!!

نحن ولله الحمد دولة مسلمة .. تحاول جاهدةً الحكم بشرعِ الله رغم كل المُعطيات الدولية والأنظمة الوضعية التي تتقاطع وتتداخل مع الأنظمة الداخلية
 لجميع دول العالم .

والحكم بشرعِ الله من أساسيات ديننا .. " فمن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " . 

ولكن ..!!

بوقفةٍ بسيطة لمراجعة وضع المرأة لدينا أثق أننا سنصل لنتيجة نحتاج معها لمراجعة الكثير . فقد حصل لبس كبير .. بل وكبير جداً بين اصول الدين والعادات التي 
تميّزت بها جزيرتنا العربية .!!

هذه الوقفة مطلوبة وبإلحاح في بلدي اليوم .. واليوم قبل الغد . فقد إختلطت 
الأمور حتى إلتبس على الكثيرين والكثيرات ما هو عادات وتقاليد 
و ما هو من ( صميم ) ديننا السمح الذي يُناسب فطرتنا ولا يُخالفها .

أُطالب أن تُعامل المرأة لدينا كما كانت تُعامل ايام الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وفي صدر الإسلام . وقتها سأثق أن الدين في بلدي بخير .

 المرأة كانت لها أدوارها المؤثرة في صناعة التاريخ الإسلامي بمنأى عن الرجل .

فنرى المرأة صانعة سلام كدور السيدة أم سلمة رضي الله عنها في درء الفتنة
 التي كادت تتبع صُلح الحُديبية . ونراها محاربة .. حتى تعجب خالد بن الوليد
رضي الله عنه  من مهارة إحدى المقاتلين قبل أكتشافه أن ذلك المحارب أمرأة ..  ودورها في الإفتاء .. ورئاسة الحسبة في الأسواق .. بل وحفظ الميراث الإسلامي نفسه . " خذوا شطر دينكم من هذه الحُميراء " ..!!


المرأة في ديني ليست تابعة للرجل .. بل لها ذمة مالية مستقلة .. ولها أن تبيع وتُتاجر . لها أن تشهد في المحكمة وتُقبل شهادتها .

 لها كرامة  .. فقد أمر رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام معاملتها بالرفق وإكرامها .. ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ..!

والشرع ساوى بينها وبين الرجل في جميع التكاليف .. فهي إذاً مُكافئة للرجل .. عليهما ذات التكاليف ولهما ذات الأجر . 

فلم نسمع أو نقرأ أن الرجل يُكافأ الضعف لو صلى أو المرأة تُعاقب الضعف لو ( زنت ) والعياذ بالله . 

ودائماً في جميع آيات التكاليف نجد الرجل والمرأة مقترنين .. المؤمنين والمؤمنات .. الصابرين والصابرات .. الحافظين فروجهم والحافظات .. الذاكرين الله كثيراً والذاكرات . 

فكيف وبأي شرع تحوّلت المرأة في بلدي بإسم الدين لتابعةٍ خاضعة .. لا تملك أمر نفسها ولا تستطيع المُضي في حياتها بدون موافقة الرجل ومباركته .

 وبأي شرع سمحوا للرجل بعضلها وسلب حقوقها وقصر حياتها على بيتها حيث أنه بمنطقهم أولى بها .

بأيّ شرعٍ  يسمح اي قاضٍ لنفسه وهو مؤتمن على الإنتصار للمظلومين بإشاحة وجهه عن المرأة لو دخلت عليه ملهوفة تطلب الإنصاف .. ولكن ليس لديها محرم يصطحبها .

بأيّ شرعٍ لا يردّ القاضي السلام على المرأة .. لأنها ( نكرة ) لا يصح مخاطبتها . 

أين أمثالهم عن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه .. الذي تجادله أمرأة ويسمعها الله سبحانه من سبع سموات ويرد عليها ..!

كيف تُطرد أمرأة من أي دائرة حكومية تحاول أن تُراجعها لقضاء مصالحها المُعلّقة لأنها لا تملك وليّاً .. ولا محرماً .

أم يجب أن نخضع جميعنا كسيدات لجشع المُعقّبين .. ونتعامل معهم رغم أنهم رجال في النهاية ..!

ما هذا المنطق المُتناقض .. ولا تقولوا " دين "  فحاشا ربي أن يكون شرعه مُتناقضاً .



 أُذكّر من لوى أعناق النصوص وجعل ديني مجرد إمتداد لعاداته بقوله سبحانه 

" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " .


ميرفت 
في 21/9/2013