رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

تشويه الليبرالية المًتعمَّدْ ..!


تحية وسلام للجميع .. 

بدايةً وكمدخل للطرح سأذكر نقطتين أساسيتين .

الأولى أني لستُ ليبرالية .. ولم أكن يوماً كذلك . ليس لأن الليبرالية تهمة أحاول نفيها عن نفسي قدر كوني أكره الأُطر الفكرية التي تخنقني في خانة وتفتح مجالاً للمحاسبة فيما لو جرؤت على الخروج من قواعد وقوانين هذا الفكر .

الثانية وهي حيوية جداً .. الليبرالية فكر حُرّ وليست سلوكاً حراً .. وهذا ما يجهله الكثيرون .



ولو إتفقنا على حقيقة أن الليبرالية ليست سلوكاً حراً .. فنحن نقترب أكثر من فهم حقيقة الليبرالية .




فحرية الفكر لا يملك أي إنسان وضع أي قيودٍ عليها .. ولكن نتاجها أو ما يتمخّض عنه هذا الفكر هو ما يجب حمايته لو صحّ القول وخاصةً في مجتمعٍ يعتبر أن أي فكر وافد هو تغريب ومحاولة لسلبنا هويتنا وطمس ديننا .

مثل هذا الخطاب أينع في النفوس الضعيفة .. فشكّلت عداءاً لمصطلحٍ تمّ تشويهه عمداً .. ومن هنا كان الرفض .. ثم الحرب .



وكوننا شعب تربى على القمع على المستويين العام والفردي .. فالحرية بالنسبة لنا سراباً يحسبه الظمآن ماءاً لنقص وعينا بمفهوم الحرية الحقيقي .

وكانت الثغرة التي نفد منها البعض .. وأستخدم أدواتنا لمحاربة فكر يحتويه أي منتدىً ليبرالي بغرض تشويه هذا الفكر وإظهاره للعامة كفكرٍ يُنادي بالفُحش .. والفِسق .. والفجور والبذاءة والتهتّك  في اللفظ و التصرفات .



أميل إلى الإعتقاد أنه حتى من يتبنى هذا الفكر - الليبرالي أعني - لم يستوعب بعد معانيه الحقيقية . تلك المعاني التي نهضت بأوروبا من عصورها المُظلمة .. وخلط أيضاً بين حرية الفكر .. وحرية السلوك .

في مجتمعٍ مُنغلق كمجتمعنا لا يمكن لأي فكر عدا الديني أن يصمد ما لم تتوافر له بيئة حامية وحاضنة .



والمنتديات ( قد ) تكون قامت بمحاولة إحتضان هذا الفكر .. ولكنها ( أبداً ) لم تصل بإجتهادها للقدرة على حمايته .. وهذا يعود كما قلت لنقص الوعي بمعني الليبرالية الحقيقي .

أن تُنشيء بيئة حاضنة .. لكنها ( عاجزة ) لأي فكر هو سلاح تُسلّمه لعدوك كي يُحاربك .. ويُحارب ما تحاول زرعه وإحتضانه .. وبهذا فأنت تُعين عدوك على تشويه ما تحاول تقديمه للمجتمع . أنت تُقدّم له خدمةً كبيرة ومجانية كي يستعدي عليك المجتمع أكثر .. وأكثر .

قليل من الوعي يا أصحاب الفكر الليبرالي .. فحتى في أشد المجتمعات علمانيةً أو ليبراليةً هناك دائماً قوانين تضبط سلوك الأفراد وتمنعهم من التعدّي أو التجاوز .

بل أنه وفي الولايات المتحدة الأميريكية هناك قضايا يدفع فيها البعض ملايين الدولارات كتعويضات للتعدّي اللفظي .. أو لإساءة ممارسته للحرية .!

لو كانت الليبرالية حرية سلوك .. فأخبروني لماذا تُسحب رخصة القيادة في الدول المُتقدمة من سائق سكران .. أو لماذا يُعتبر حتى ضربك لإبنك جُنحة تستوجب سحب حضانتك لطفلك .. أو .. أو .!!

الأمثلة كثيرة .. وكلها توصلنا لنتيجة أن غياب القوانين .. ليس أكثر من غابة الغلبة فيها للأقوى أو بتعبير أدقّ .. الأقذر لساناً .. والأخبث طويّة .

يا أصحاب الفكر الليبرالي .. دافعوا عن ليبراليتكم .. ولا تُسلّموها طواعيةً لمن يُشوهها ويستغلها للمزيد من الكُرْه .!

ميرفت

17/12/2013