رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

الطبقية في الإسلام..!

من المغالطات  أن نقول .. أن الإسلام " دين مساواة " .. الصواب أنه " دين عدل " .







قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :


( إن من الناس من يستعمل بدل العدل المساواة ؛ وهذا خطأ ، لا يقال : مساواة ؛ لأن المساواة تقتضي التسوية بين شيئين ، الحكمة تقتضي التفريق بينهما ، ومن أجل هذه الدعوة الجائرة إلى التسوية صاروا يقولون : أي فرق بين الذكر والأنثى ؟ سووا بين الذكور والإناث ، حتى إن الشيوعية قالت : أي فرق بين الحاكم والمحكوم ؟


لا يمكن أن يكون لأحد سلطة على أحد حتى بين الوالد والولد، ليس للوالد سلطة على الولد ، وهلمَّ جرّا .










وكذب على الإسلام مَن قال : إن دين الإسلام دين المساواة ، بل دين الإسلام دين العدل ، وهو الجمع بين المتساوين والتفريق بين المفترقين .


أما أنه دين مساواة فهذه لا يقولها مَن يعرف دين الإسلام ، بل الذي يدلك على بطلان هذه القاعدة أن أكثر ما جاء في القرآن هو نفي المساواة : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } ، { قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور } ، { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا } ، { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم } ،


ما جاء ولا حرف في القرآن يأمر بالمساواة أبدًا إنما يأمر بالعدل ، وكلمة العدل أيضا تجدونها مقبولة لدى النفوس ، وأقرب للفطرة التي فطر الله الناس عليها .






ويصدق على هؤلاء قوله تعالى : {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} ، وقوله تعالى {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } ،


وقوله {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} .






فقد فاوت سبحانه بين مخلوقاته ، ويسر كلّ مخلوق لما خُلق له . فالشمس غير القمر ، والرجل غير المرأة ... وهكذا .


وفاوت كذلك بين من أطاع أمره ممن خالفه ، فجعل لكل واحد أحكامه التي تخصه بسبب اختياره وعمله .






وبهذا فعلينا يقيناً أن نُنزل كل مخلوق منزلته التي أنزله الله إياها ، موقنين بأن الله لا يظلم أحدا .






والطبقية في الإسلام موجودة في نصوصٍ كثيرة .. تؤكد أن الخلق متفاوتين .. هم درجاتُ في الدنيا .. كما هم درجاتُ في الآخرة ..!


( ورفعنا بعضكم فوق بعضٍ درجات ليتخذ بعضكم بعضاً سُخرياً ) .. أي أن الأعلى درجة يُسخر الأدنى درجةً لخدمته وقضاء حوائجه .. وهذا ليس إهانة معاذ الله بقدر ما هو إنعام من الله على البعض إبتلاءاً لهم .. كما يُبتلى الأدنى درجة بدرجته .






وفي آيةٍ أخرى يقول سبحانه " يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء " .. وهذا تعزيز لدرجات الناس .






يعيب البعض عليّ أني أميل للطبقية .. فهل يتجرأون على الله .. أم يسألونه في خلقه جلّ وعلا ..!






لا يمكن أن يتساوى الجميع والفرق الذي جاء في حديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه " ما من حقٍ للعربي على الأعجمي إلا بالتقوى " يأتي في تفسير قرب الواحد منا من درجات الإيمان .. وتناصحاً بعدم الكِبر والغرور بما أعطانا الله من نِعمْ .


الطبقية ليست إستعلاءاً .. بل هي فطرة .
وليست كِبراً .. بل هي إبتلاء .
فسبحان من جعلنا شعوباً .. وقبائل .. لنتعارف ونتعايش .. والمشاعر الإنسانية دائماً  هي الفيصل .