رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

الأربعاء، 17 يونيو 2015

أيُّ زمنٍ نحياه ..!‏

أيُّ زمنٍ نحياه ..!  

صادقنا الموت بكل أدواته ووسائله وأنكرنا بعضنا البعض .

لم نعد نتقزز من رؤية الدماء .. ولا الأشلاء .. ولا رائحة الموت .

لم نعد ننفعل أو نحزن ونحن مستغرقين في مشاهدة مقطع لإنتحاري تتناثر أشلائه وتختلط بأشلاء ودماء ضحاياه .

اللامبالاة والبلادة التي أفرزتها حضارتنا المادية أصبحت وصمة عارٍ ستلعننا بسببها الأجيال القادمة .. هذا لو بقي منا أحياءاً سيتناسلون .

لعن الله حضارةً لا مقوماتٍ لها سوى التكنولوجيا .

عندما نندثر .. لن يبقى بعدنا سوى تاريخنا الأسود .

لن نترك أهراماً .. ولا بيوتاً في الجبال تتحدى الزمن .

لن نترك مخطوطات يعتاش العلم عليها ويتطوّر .

لن نترك إختراعات  تُثري الإنسانية وتُغيّر مسار التاريخ والحضارات .

فقط سنترك وراءناً لعناتاً ستُطارد من بعدنا .. !!

عندما نمضي ومعنا تكنولوجيا هي وهم ربطنا جميعاً أمام شاشات إستخدمناها للإنتقاص والتعنصر
وإفراغ أمراضنا النفسية وخواءنا الفكري والإنساني فيمن أمامنا .

حتى الدين الذي نتشدّق به .. هو كلمات لا تتجاوز شفاهنا .. وأفعالاً لا تتجاوز أجسادنا .
فأرواحنا غائبةً مُغيّبة .. بعيدةً عن الله .. تنساه في أدق التفاصيل .. وتذكره عندما نريد الإنتصار لعنصريتنا فقط .

منذ طفولتنا المُبكرة ونحن نعرف أن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه .. فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

فهل أفرز تطبيقنا للدين غير النفاق الجمعي ؟!..

نتخفّى وراء أسماء ونفجُر في كل ما نكتب .. ونشاهد .. فنحن مجهولين وبإمكاننا التحررّ من قيود الإسم والقبيلة والأعراف .
ولكننا نسينا أول قاعدة درسناها .. ( إن لم تكن تراه فإنه يراك ) .

نعتقد بكل سذاجة أو وقاحة أن إختباءنا خلف أسماءٍ مُستعارة سيعفينا من المسئولية .

نسينا أننا سنقف أمام الله وتشهد أيدينا وألسنتنا علينا .. فهل سننجو ..!

عذراً يا سادة ..!

لا تحاولوا إقناعي أنكم متدينون .. فالإسلام بريء من نفاقكم .. من إنحطاطكم الإنساني .. من سفاهاتكم .. من إرهابكم 
من تطرفكم .. من إقصائيتكم  .. من تبطّلكم وحياتكم على هامش الإنسانية .

وضعنا الحالي .. بحضارتنا الهشة .. وبيوتنا الزجاجية .. ووهم التكنولوجيا .. وإبتعادنا عن روح الدين ..!!
فلنذهب .. بل سنذهب فعلياً .................................. إلى مزبلة التاريخ .


ميرفت في 16/6/2015