رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

الثلاثاء، 5 أبريل 2011

مصطلحات أعجمية .. مقابل إسلام ( سعودي ) ..!



لنبدأ بالقول من باب التوثيق أنني لستُ ليبرالية .. ولا أرى صدقاً أن في السعودية فكر ليبرالي حقيقي أو تطبيق له .. إنما هي مجرد مصطلح وجد فيه الكثيرون ردة فعلٍ مساوية في القوة .. ومضادة في الإتجاه للفكر الديني المتزمت الذي فرض نفسه على الساحة السعودية لعقودٍ طويلة ساهمت في تداعيات خطيرة .



من هذه التداعيات ما ساهم بطريقة مباشرة في تخلّفنا وتراجعنا على مقياس الأمم .. في نواحي كثيرة ساهم فيها رفض الفكر الديني للآخر .. وللإنفتاح .. وللإمتزاج مع أي حضارة لا تدور في فلك الإسلام ( السعودي ) .. بل وبلغ الرفض حد الهجوم على أي ( إسلام ) لا يتسق مع الرؤية السعودية للإسلام .. وتكفير الكثير من العلماء المعاصرين .. ومحاولة التعتيم على كتاباتهم وفكرهم ورؤاهم للإسلام التطبيقي المعاصر .



ومن هذه التداعيات ما ساهم أيضاً بطريقة مباشرة في تشويه الإسلام على مستوى العالم .. وجعله رديفاً للإرهاب .

والنتيجة الطبيعية إضطهاد للمسلمين في أماكن كثيرة في العالم .. وتُهم غير مُنصفة .. فقط لأن الطرف المقابل ( مسلم ) .

ولو لم يكن لمن يتسمون في السعودية " علماء الدين " من ذنبٍ يلقون به وجه الله سوى تشويه الإسلام والإضرار بالمسلمين في كل بقاع الأرض لكفاهم .


ولا ننسى بالطبع الداخل السعودي على الصعيد الأمني والذي لا زال يعاني ويدفع ثمن وإفرارزات الفكر المتطرف الذي كان مدعوماً في وقتٍ ( ما ) من الحكومة السعودية ذاتها .



إذاً فظهور الليبرالية السعودية - هذا لو سلّمنا بوجودها - ليس سوى رد فعلٍ متطرفٍ آخر للفكر الديني المتطرف .. ولا أرى سوى أن الفريقين وجهان لذات العملة .


إنغلاق .. رفض للآخر .. تشنّج .. وتطرف .




تأخذني هذه المقدمة الطويلة إلى المدخل الذي يحاول البعض محاربة التغيير به ورفض اي محاولة للإنفتاح على العالم الذي إنفتح على تخلّفنا .. وهو رفض اي مصطلحٍ ( مستورد ) بغض النظر عن صلاحيته أو فساده .. جودته أو خلله .. أو حتى إن كان سيأخذ بنا لأفضل أو سنبقى ( محلك سرّ ) .. و هذه الجملة في عالمٍ متسارع الخطوات تعني التراجع للخلف كما نفعل نحن وبإصرار .



أي مصطلحٍ لم يجدوا عليه آبائهم الأولين هو مرفوض بالنسبة لهم .. هو أعجمي بحسب وصفهم .

متناسين أن آبائنا الأولون كانوا رعاة غنمٍ في الصحراء التي لا تعرف من المصطلحات سوى ما يقيها الموت جوعاً .


بل ومتناسين حقيقة أكبر .. وهي حقيقة مستقاة من الإسلام ذاته .. أن الله سبحانه وتعالى إستخدم في كتابه الكريم مصطلحات أعجمية .. درج العرب على إستخدامها .. ولكنها كانت وصفاً للحال .


يرفضون ما ورد في كتابهم .. ويحاجون بما يُدينهم .. مما يجعلني آتساءل .. هل فعلاً هؤلاء يعوون ما في الكتاب الذي حملوا أمانة نشره والدفاع عنه ؟!..


لا أعلم صدقاً إن كانوا يحاولون المُزايدة على الله سبحانه .. أو حماية موروث لا يمتّ للإسلام سوى بالقشور .


ولكن ما أعلمه هو أنه طالما كتاب الله وهو دستور حياتنا إستخدم كلمات أعجمية .. فيحق لنا كذلك أن نستخدمها طالما أن الغاية هي الإرتقاء بالمسلمين وبالتطبيق الفعلي للإسلام .. ولا مبرر حتى ديني لرفض اي محاولةً للإرتقاء والتقدّم بدعوى أنها جاءت من الغرب ( الكافر ) بزعمهم .



مرحباً بالليبرالية ( الحقيقية ) لو كانت سترتقي بالمجتمعات الإسلامية .

وأهلاً بالعولمة التي ستجعل أنظار العالم ترى الإسلام بطريقةٍ راقية وجميلة .


وأي مصطلحٍ أعجمي سيظهر أو يستجدّ لن يكون رفضه ومحاربته سوى حُجةً على المتأسلمين الذين إستهلكوا حُججهم حفاظاً على مجتمعٍ مُغلق يهيمنون فيه ويحافظون على مكانتهم وقُدسيتهم .


ميرفت
5 / 4 / 2011