رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

الخميس، 27 مارس 2014

المرأة عندما تحكم .. من وراء سِتار ..!!!!





تحية طيبة للجميع


كشفت دراسة جديدة أن النساء هن أفضل من الرجال قدرةً على أداء مهمتين في وقتٍ واحد .. وهذا ليس جديداً بالنسبة للكثيرين .

ومن واقع دراسة خلُصت إلى أن النساء كن أفضل بكثير في وضع استراتيجيات لتحديد مواقع النقص في المشاريع سواءاً الخاصة أو العامة منها .. مما يجعلها أكثر قدرة وكفاءة على إدارة المشاريع والوصول لأهدافها الإستراتيجية بمهارةٍ أعلى من زميلها الرجل .

ولو وصلنا لصورةٍ أعمّ أو أوسع سنجد أن المرأة في موقع الحُكم أثبتت قدرتها العالية على النجاح .. !

فدور المرأة فى اتخاذ القرار قد تناولته العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ومنها ال CEDAW وإعلان بكين (1995) على سبيل المثال .

وفي طرحي هنا .. سأُصنّف المرأة بصنفين إثنين وهما موضوع طرحي .

ربما هناك من سيجد صنفاً ثالثاُ ولكن ما يهمني هنا هو ( فقط ) نوعين من النساء في الحُكم :

النوع الأول الذي يصل للحكم بطريقةٍ شرعية وتعمل ضمن " دستور " .
النوع الثاني تلك التي تحكم من وراء ستار ..!


وفي التاريخ القديم هناك بلقيس ملكة سبأ بين القرن العاشر - التاسع قبل الميلاد .. التي ترامت أطراف مملكتها ووصلت الرفاهية لشعبها درجةً كبيرة .. وتقدّم شعبها العلمي والعسكري والصناعي كان كافياً لورود خبرها في جميع الكُتب السماوية .

وفي تاريخنا الحديث هناك كثير من الأمثلة التي قبلت فيها المرأة التحدي وكانت على قدر المسئولية وحملت بلادها لمستوىً أعلى .. وأقرب الأمثلة أنديرا غاندي .. شيخة حسينة واجد .. مارجريت ثاتشر .. كونداليزا رايس .. وغيرهن .

ولكن إشكاليتي الحقيقية مع المرأة التي تحكم من ( خلف ) ستار ..!

فأمثالهن الأسوأ في ذاكرة شعوبهن .. وذاكرة كل الشعوب التي دفعت ضريبة ( العبث ) الذي
تُمارسه أمرأةً لا تملك من مقومات الحُكم سوى طموحاً عاطفياً قاصراً .. وحُلماً بالسيطرة بُني على نقص في المعطيات .

المثل الأول الذي يقفز لذهني هو الجارية التي أصبحت سلطانة " نوربانو "

مع وفاة السلطان العثماني سليم الثاني وصعود ابنه مراد الثالث إلى سدة الحكم في الدولة العثمانية سنة 1574، وصلت الجارية «نوربانو» إلى قمة نفوذها بعد أن حصلت على لقب «السلطانة الأم» رسميا ما خَّول لها العديد من السلطات الواسعة داخل الحرملك، وبدأت تدس أنفها في شؤون الدولة العليا . وبدأ إبنها عهده بقتل إخوته الخمس بإيعاز من والدته حفاظاً على سلطانه .
وقد لعنها شعبها .. والتاريخ العثماني لأنها أول من أدخل اليهود لمفاصل الحكم العثماني .
وما مكنها من الوصول والعبث بمصير ( خلافة إسلامية عُظمى ) ضعف شخصية زوجها السلطان سليم .. وولاء إبنها الذي علم أنها من أوصلته للحُكم بكيدها .. إضافةً إلى المؤامرات التي بدأت بتمكين إبنها وإستمرت لتأمين حكمه .


لا ننسى شجرة الدُرّ .. ووصولها للحكم ثم نهايتها المأساوية .. ولا أعتقدني بحاجة لسرد تاريخها المعروف للكثيرين .

وبالطبع نستحضر تاريخ الملكة نازلي والدة الملك اليافع فاروق والتي إستغلت صغر سن إبنها الملك .. ولعبت بمصير مملكته ورجالات حكمه .. حتى كبر وأستوعب دور والدته القذر وحصلت بينهما صدامات أدّت إلى هجرتها لأميريكا .

وفي عصرنا الحديث هناك أمثلة أيضاً .. وأولها " سوزان ثابت " التي أوصلها طموحها وكبر سن زوجها إلى محاولة توريث إبنها حكم مصر .. فكانت نهاية زوجها على ( يد ) طموحها .

ومثل آخر نُعايشه جميعنا .. " موزة المسند " التي كان والدها يرى أحقيته في الحكم وتمت المصالحة بينه وبين الشيخ خليفة بصفقة تزويج إبنته من ولي العهد " حمد " .


عندما تتوافر عوامل معينة في المرأة كقوة الشخصية .. ويُلازمها الطموح .. وتتوافر لها بيئة مناسبة .. ومع هذا تجد نفسها ( قابعةً ) في الظلّ .. سيكون رد الفعل الطبيعي محاولة الحكم من وراء ستار .

النوع الأول من النساء أحترمه كثيراً .. كونه يعمل في النور .. وضمن صلاحيات واضحة .. وتصرفاته محسوبةً عليه .. ومحكوم ببيئةٍ ديموقراطية .

ووقتها سنجد المرأة القيادية .., المُبدعة .. المُنتجة .. والتي تنتزع الإحترام حتى من أعداءها .

بينما النوع الثاني .. أجده يستحق الإحتقار فغالباً ما تكون نهاية الدول أو الرؤساء أو الملوك على أيدي نساء تتملّكهن " شهوة " الحكم .


ميرفت في 27/3/2014