رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

الأحد، 20 سبتمبر 2015

مثقفي العرب .. سلاماً ..!!


كان ولا زال لدينا جميعاً إلا من رحم ربي .. خلطاً كبيراً في مفهوم ودور الثقافة في مجتمعنا .

الكثيرون يعتقدون أن حامل الشهادات العُليا مُثقف .
والأكثر منهم يعتقد أن حامل الشهادات العُليا له دور عدا دوره الأكاديمي .

وكثيرون يعولون على المثقف في التغيير .
والأكثر من هؤلاء من يعتقد أن المثقف قادر أو حتى يجرؤ على التغيير .

خلط رهيب .. وربما كان مُتعّمداً منذ أزمنة قديمة عندما بدأ التعليم يُحرّك مياه الأُمّية الراكدة في مجتمعاتنا البدوية .

لنحاول الوصول لفهمٍ أوضح نقول ببساطة شديدة جداً .. أن المُثقّف هو شخص يحب القراءة في ( غير ) تخصصه .
هو شخص فضولي تجاه القراءة .. يقرأ كل ما تقع عينه عليه .. يقرأ لمدارس مختلفة .. وأفكار مغايرة وكُتّاب لا يشبهونه ومجتمعات مختلفةً عن مجتمعه .

ومن هذا المنطلق فهذا الشخص يحاول بسبب فضوله المعرفي .. توسيع مداركه وإستيعاب العالم حوله والآخر المختلف عنه .

هذا المثقف .. لو إتفقنا على هذا التعريف المباشر البسيط .. ليس مطلوباً منه سوى تغيير محيطه الشخصي , أفكار أبناءه .. وأسلوبه في التعاطي مع مستجدات المجتمع من زاوية تأثيرها على محيطه الشخصي فقط .

ولكن .. وهنا لكن جملة إعتراضية بحجم سطحية المثقف العربي ..!!

لكن .. لو تحوّل هذا الشخص لمُنظّر فقط حول ما قرأ .. وببغاءاً يُردد ما قرأه .. بينما تطبيقياً نرى أنه ذات الصحراوي راعي الإبل الذي يتعالى على الآخر المختلف .. ويعتقد غروراً أنه يمتلك الحقيقة .. فأعذروني .. لا يمكن بحال إدخاله ضمن دائرة الثقافة .

فمعرفته وقراءاته لم تؤثر فعلياً في تركيبته ولا في وجدانه .. وبالتالي لم تُغيّر سلوكياته .!!

نأتي للنوع الثاني من المثقفين .. وهو المثقف الكاتب .

وهذا الصنف هو المطلوب منه ( زرع ) التغيير .. ولاحظ مصطلح ( زرع التغيير ) .. فهو ليس قيّماً على مجتمعه ولا أداةً تنفيذية للتغيير .. ولكن قلمه هو أداته التي يفتح بها آفاقاً لمن يقرأه .. يبدأ بالتفكير فيها وبالتالي  فالكاتب إستطاع وضع بذرة في عقل القاريء ولو نجح في هذا .. فحسبه .

ومن الظلم أن نُطالب المثقف بأن يكون إلهاً .. يستطيع أو يمتلك أدوات التغيير وقراراته وإن لم يفعل فهو متثيقف ومتسلط ومتعالي وغيرها من الصفات الإنتقاصية .

كل هذا إرثاً حملناه من سنواتِ رعبٍ عاشتها السلطات السابقة من القراءة التي تزرع الوعي .. ومن ثم الوعي الذي يُنتج إرادة مستقلة .. وأخيراً الإرادة التي  تصنع التمرد أو الثورات .

فلا تطلبوا من شخص أحب القراءة وعشقها أن يكون قائداً أو زعيماً .. فهو مجرد شخص إختار أن يقرأ وهذا كل ذنبه .
ولكن إطلبوا من المثقف الكاتب .. أن يكون صادقاً جاداً في زرع الوعي لينبت التغيير .

على الهامش : في عصر النت والإسفاف الذي جعل كل من هبّ ودبّ يعتقد نفسه كاتبًا .. همسة صغيرة .!!
الثقافة أسلوب تعامل .. وشخصية راقية فحاول أن تعكس ثقافتك بأسلوبك وسلوكياتك حتى لا تكون كالحمار يحمل أسفاراً ..!!!!



ميرفت في 20/9/2015