رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

الأربعاء، 6 يوليو 2011

إرفع راسك إنت ( سعودي ) ..!



عندما يصحو الوطن على عبث .. وينام على خطيئة .. فأعرف أنك في السعودية .

صباحاتنا هنا لا تُشبه صباحات أي بلدٍ غيرنا .

فنحن نصحو ليستقبلنا التراب القادم من صحرائنا التي تتربّص بنا عند أي هبةٍ هواء .

ونصارع الغبار ليستقبلنا التلوّث الذي تخلقه ألوف السيارات التي تعبرك كل صباحٍ لتبصق في وجهك بمخلّفاتها التي فرّت من العوادم التي لا أحد يهتمّ بعمرها .. ولا عمر المواطن بالطبع .

ولو كنتَ محظوظاً - وجميعنا كسعوديين نمتلك غريزة عجيبة للبقاء أحياء رغم لك القهر والكبت والتلوث وغيرهم - أقول لو كنتَ محظوظاً ووصلت لعملك .. يُطالعك وجه مديرٍ يريد أن تُنهي عملك قبل الثامنة .. كي يتفرّغ لمكتبه العقاري .. أو لسوق الأسهم .. ولا تجرؤ هنا عن السؤال عن تعابير وجهه .. فيكفي أن ترى اللون الأحمر كي تعرف أنك في ( ورطة ) .

يأتي مع كل هذا ( ظروف إعتباطية ) .. مثل مكائد البعض من الزملاء .. وفضول البعض الآخر وتطفّلهم .
وهذا كله ينبغي أن تكون سعودياً بشهادة وإستمارة وختم .. كي تعرف كيف تناور لتتخلص من هذه الظروف الإعتباطية .

آه .. نسيت ..!!!

بالإضافة للظروف الإعتباطية .. هناك ضريبة الحياة هنا .
أنت تتنفس هواءاً سعودياً .. فينبغي عليك أن تعصب راسك لو أخطأت وأردت شراء السلع الغذائية الضرورية .. لأن أسعارها وبفضل الله تكبر وتتربى في عزنا وهوى التُجّار .

فاليوم ( قد ) تزيد الأسعار ريال واحد لأن التاجر راجع حساباته في الخارج ووجدها مُرضية .
وبعد أسبوع .. ( قد ) يسافر أهل ذات التاجر للإجازة السنوية مما يضطره مُرغماً لإقتطاعها من رواتب الموظفين .. وربي يخلي الحكومة .

وعندما يقترب النهار من نهايته يصبح السعودي كيساً ممتلئاً بالسأم والملل والكآبة .. والعَرقْ .

يركض للبيت كي يُنفّس عن كل هذا في أول وجهٍ يقابله .

يا ولد الغذاء .
يا بنت الشاي .


سكوت ..!!
بابا نايم .

ويبدأ التخطيط لتغيير الجو بعد العصر ..!

أي تغيير الله يصلحنا ونحن لا نملك سوى الغبار والصحراء .. والشمس وحرارة تتجاوز الــ50 ..!

لا نملك غابة سوداء .. ولا دانوب أزرق .. ولا نهر السين .. ولا حتى نهر النيل المتسخ بقذارة أهله .

إستراحة للرجل .. وبيت صديقة للمرأة .
وهنا نصبح فئتين ..!

الفئة الأولى تلك التي تمارس أحد ثلاث .. أو جميعهم .

مخدرات أو حشيش .
مشروبات كحولية .
خيانة أو مشروعها .. أو فكرتها .

ومن لا يفعل .. مؤكد يتعاطى حبوب الإكتئاب ولا لوم ..!

والفئة الثانية .. تلك التي تشتم في الأولى وتتهمها بالفساد والإفساد .. وتُخطط لقلب المجتمع قتلاً أو تدميراً .

وتصبح على خير يا وطني الكاريكاتوري ..!!

دائماً آتساءل عن ماهية القدرة التي نملكها بحيث تعطينا مقاومة عالية كي لا نتحوّل إلى ( ضبّان ) .

والضبّان جمع للضب ولمن لا يعرفه هو حيوان بيوض يعيش في الصحراء والبراري, شكله الخارجي يكاد يشبه التمساح أو الديناصور عندما يستقيم .

إعذروني على الإختصار .. أعلم أن وقتكم لا يسمح بالمزيد .. ولا صحتكم ..!