رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

عندما يغضب الكِبار ..!!



لطالما إتسمّت سياسة المملكة العربية السعودية بالهدوء وضبط النَفْسْ والتعالي , ناهيك  عن طول البال .

ويبدو أن هذه السياسة أغرت ضِعاف النفوس ومن له أطماع في منطقتنا .. فتُرجمت إلى ضعف وعجز .

وبدأ الطمع والتوسّع .. وبرغم أنه قوبل كثيراً ومِراراً بطولة البال ولكن الغباء يقتل صاحبه والقراءة الخاطئة للصبر تجلب الوبال على أصحابها .

سنواتٍ طويلة وإيران تغزل في حلمها وتُنفق أموالاً كان شعبها المطحون أحق بها لتوسيع الحلم.. وتكبير الغْزْلْ . ولكن حماقة الفُرس جعلتهم كالتي نقَضتْ غزلها من بعد قوةً أنكاثاً .

في مرحلة الصبر .. يكون القويّ جاهزاً .. يجمع ويتربّص ويستعد لوضع نقطة النهاية .. وكلمة الفصل , وهذا ما فعلته السعودية .

تغلغلت إيران في العراق وعاثت فساداً وقتلاً وتنكيلاً بالمواطنين السًنّة ولم ترْعَ إلًّا ولا ذِمّة .

ولسنوات طويلة كانت حدودنا الجنوبية مرتعاً لمناوشاتهم العميقة .
وفي سوريا كررت سيناريو العراق وكان الضحايا كالعادة السًنّة وتصفيتهم .
ولا ننسى بالطبع مناوراتها في البحرين وفي شرق السعودية الحبيب .

الملاحظ دائماً أن إيران كانت تدعم جميع الحركات المناهضة للحكم في الدول السًنّية وسخرت أموالها ومخابراتها لتأجيج هذه الحركات الإنقلابية الهدف .

ولا يخفى علينا أن الهدف الإستراتيجي لإيران كان السعودية .. فحاولت إختراقها شرقاً من البحرين وجنوباً من اليمن بعد أن ضمنت الشمال ( العراق ) .

ومع سعيها الحثيث بالطبع لإختراق الداخل السعودي عن طريق محاولة  تأسيس  حزب مناهض مُشابه لحزب الله في لبنان بالإضافة لخلايا تجسسية موازية وداعمة في حالة سقوط فكرة الحزب المأمول .

وهنا .. كان ينبغي على الكبير أن يغضب .. وغضب الكبير لا يُبقي ولا يذر .. 
آن للسعودية أن تقف وتقول كفى ولكن ليس بالصوت وإنما بالأفعال ز

وأفعال السعودية توازي مكانتها الإسلامية .. الإقليمية .. والدولية .

وعندما ترّكت السعودية خنقت إيران تماماً .. وقطعت عليها جميع الطُرُق .. وأبطلت جميع الخطط .. فكان أن ذهب الُحلم الفارسي
أدراج الرياح .

مات الحلم الفارسي شرق السعودية ..!

مات الحلم الفارسي في البحرين ..!

مات الحلم الفارسي في اليمن ..!

والحسم بإذن الله قادم في سورية والعراق فلم يعد هناك مجالاً للصمود .

وكانت الضربة القاصمة للذراع الأقوى في منطقتنا حزب الله فإعلان السعودية إيقاف المساعدات للبنان في أكثر من إتجاه كانت ضربةً جعلت جميع الأطياف اللبنانية تجتمع ولأول مرة  منذ سنوات على كلمةٍ واحدة .. تحميل حزب الله مسئولية الموقف ووضع المزيد من الضغط على إيران وحلفائها .. ولا أرى أن الموقف اللبناني سيتوقّف عند تحميل حزب الله المسئولية فقط .

إيران تترنّح ولم تعد واثقة من أين ستأتيها الضربة السعودية القادمة .

هكذا هم الكُبار عندما يغضبون ..!!

هكذا هم .. عندما ينتصرون للضعفاء ..!!

هكذا هم .. عندما ينفذ صبرهم  ..!!


ميرفت 
في  
23/2/2016