رأي ولو خجول .. أفضل من الصمت

بعد رحلة طويلة ومرهقة على النت .. تعرضت خلالها للكثير من سرقة إنتاجي .. قررت اللجوء لتدوينه هنا حفظاً له ولحقوقي . أتمنى من زوّاري الكرام الذين سيُشرّفوني بالزيارة والتصفح والقراءة أن يُسعدوني بالتعقيب .. والنقد .. وترك ما طاب لهم كبصمة مرور . تحياتي ميرفت

الاثنين، 26 يوليو 2010

المـجـتـــمع المــدنـــي .. مجدداً ..!

لا زال مجتمعنا السعودي وبجميع المقاييس مجتمعاً بدائياً .. ينصبّ على مفهوم شيخ القبيلة .. وحاشيته .. لتنظيم الحياة وتسيير الأمور .. بعيداً عن المفهوم العميق للمجتمعات المدنية الحديثة .







فبالنسبة جان جاك روسو(1124هـ -1712م / 1192 هـ -1778م)، فالمجتمع المدني عنده نقيض المجتمع البدائي، والذي اخد ينزاح بفعل محاولة الانسان وضع نظام انساني بديل، يرتكز على انشاء نظام وضعي ينظم العلاقات داخل المجتمع الانساني / المدني، ويحدد الحقوق و الواجبات.. في اطار عقد اجتماعي.. فالعقد الاجتماعي عنده هو اساس و منطلق المجتمع المدني..






إذاً .. وإنطلاقاً من نظرية العقد الإجتماعي وهي البذرة الأولى للمجتمعات المدنية يرى جان جاك روسو وجوب توافر شروط ثلاثة للمجتمع كي ينتقل من البدائية للمدنية .. وهي دستور حقيقي يُنظّم الحقوق والواجبات .. وبيئة مناسبة لتطبيق هذه البنود .. وإشراف غير مباشر من الدولة لضمان تطبيق عادل ومتساوي لهذه الحقوق والواجبات .. كل هذه الشروط ينبغي لها قاسم مشترك .. هو الحرية .. لأنها الأساس في التقنين والتطبيق والتنفيذ .






وحيث أننا دولة ننادي دائماً بتطبيق شريعة الله .. فقوانيننا الهيكيلية ينبغي لها أن تكون مُستمدة من شرع الله ولكن بطريقة مكتوبة .. محددة وبعيداً عن مطاطية التقنين الحالية والتي تفتح الباب للكثير من الثغرات والأهواء .


بهذا المفهوم سيضمن المجتمع السعودي عنصرين هامين من أفراده .. وهما إيجاد ما يُسمى المصلحة العامة بحماية القوانين المكتوبة .. وخلق المشاركة من أفراد المجتمع في عملية البناء .. وهما مطلبين أساسيين في مرحلتنا الحالية التي نحاول فيها النهوض وإثبات الذات أمام العالم .






ولا ننسى عاملاً حيوياً يفتقده مجتمعنا .. ويجعل أفراده يشعرون بالإحباط .. وهو إنتفاء مبدأ المساواة أمام القضاء .. فما يحدث حالياً هو تعنصر حقيقي ضد كل من يُخالف السياسة العامة المُعلنة للدولة وهي تلك التي تصب في الخط الوهابي .






فالليبرالي .. أو حتى الإنسان العادي البعيد عن ( المظهر ) الصحوي يشعر بالتمييز ضده بصورةٍ واضحة في معظم مرافق الدولة .. وقضاء إحتياجاته منها بمظهره الحالي تُعقّد العملية كثيراً .






وجود الدستور المكتوب يدمج أفراد المجتمع في بوتقة العمل المشترك تحت مظلته .. ويسهم في تعزيز نظام تبادل المصالح التي في النهاية تخدم النماء الإقتصادي ومن قبله السياسي .






وبهذا التطبيق سننتقل من مرحلة " مصلحة الدولة " إلى " مصلحة الأفراد " .. وهذا ما يسمى العمل الجماعي نحو التقدّم .. وهذا هو الهدف الحقيقي من خلق بيئة مناسبة لتفعيل مسمى " المجتمع المدني " .




وللحديث بقيّة ..!

4 تعليقات:

في 30 يوليو 2010 في 10:37 م , Anonymous غير معرف يقول...

فصل السلطات من اهم مقومات المجتمع المدني وحياد السلطة القضائية لتعم المساواة على افراد المجتمع ...

للجميع تحياتي

abo3li

 
في 30 يوليو 2010 في 10:58 م , Blogger ميرفت علي يقول...

تماماً أبو علي العزيز .

فصل السلطات والإبتعاد عن المركزية بين السلطة التشريعية والتنفيذية .

هذا ما يصنع بذرة جيدة لتحريك بناء مجتمع مدني بمؤسسات تحمل العبء مع الحكومة .

سعدت بك .

 
في 31 يوليو 2010 في 10:46 م , Anonymous غير معرف يقول...

عزيزتي ميرفت ...

والعجيب بالامر بان تصريحات جميع المسئولين تدل بشكل ظاهر بانهم عازمون على ان تصبح دولهم دول مؤسسات مدنية
الا ان الواقع خلاف ذلك فنراهم يعززون دور القبيلة ورجال الدين الموالين للسلطة وتهميش بعض الطوائف ...
اضافة للتشجيع الفظ حول الحقوق دون الواجبات مما خلق مجتمع لايؤمن بالواجبات ويسعى دائما لنيل الحقوق بغض النظر عن استحقاقها من عدمه ناهيك عن القوانين التي تحث على المساواه وبخاصة قضايا المرأة المهظومة والمغتصبة رغما عن ارادتها ....

للجميع تحياتي

abo3li

 
في 1 سبتمبر 2010 في 11:16 م , Blogger ميرفت علي يقول...

الإشكالية الحقيقة عزيزي أننا لا نفهم .. حتى على مستوى الساسة معنى مؤسسات المجتمع المدني .. ومدى أهميتها .

لو إستوعب المسئولون أهمية التكافل في البناء لأرتاحوا من ملامة الفشل العام .

لك كل التحايا غزيزي .

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية