عندما ينكشف وجه البشاعة .. أحسن الله عزاءنا ..!
لطالما آمنت بالمثل القائل " قُلّ لي من تُصاحب .. أقلْ لك من أنت " ..!
وكما قالوا " القرين بالمقارن يقتدى " .
الإنسان عليه أن لا يرافق ناهيك عن - مصادقة - من هو أقل منه علماً ..
ووعياً وثقافة .. لأنه في النهاية سيجرّه معه لهاوية.
من تجربة شخصية أتحدث .
عرفته قلماً هادئاً .. ومجتهداً ..!
لم أستطع يوماً إطلاق لقب " مثقف " عليه .. فالثقافة لها شروطها ..!
والنقل عن فلان أو فلان .. لا يعتبر ثقافة قدر ما هو سِعة إطلاع ...!!
والفارق كبير .
كنت أتعمّد التحاور معه لإخراجه من ( عُزلته ) الفكرية .. والتي تمنعه
من صقل قراءاته وإطلاعه و إكتساب الثقافة التي توجب الإحتكاك بالحياة
والإنخراط مع أهلها بجميع مستوياتهم وأطيافهم .
وكان ذاك ( المسخ ) البشري الذي لا يملك أي مقومات تضعه في قائمة الإنسانية .
ولا أعرف بكل صدق ما الذي جمع بينهما سوى رغبة ( المتثيقف ) في
وجود أتباع له .. بغض النظر عن عمقهم .. أو ثقافتهم .. أو حتى خلفيتهم .
الرغبة في وجود مُطبّل .. يستنجد به .. ويُلمّعه أمام الناس .. وقد ( كان ) .
أعود بكم للمثل الذي بدأت به .. لا يمكن أن يتصادق إثنان إلا بوجود حتمية
التشابه بينهما .
وكوني واثقة أن ( المسخ ) لا يمكن أن يكون سوى مسخاً ..!
فكان لا بد أن أُراقب ( الآخر ) .
وقد رأيته يهوي .. وبشدة .. وبوضاعة .. كشفت مدى التشابه بل التطابق بين الإثنين .
قلمه الذي ( كان ) يوماً راقياً .. لم يعد سوى صدىً لقاذورات المسخ .
ما أصعب أن يهوي ( رجل ) حاول ذات يوم .. أن يكون ( شيئاً ) ..!!
ملأ قلبه السواد والغيرة .. كعدوى من المسخ صديقه .
فعاب على المثقفين جمهورهم .. وبرزوهم ... بل عاب عليهم أن يكون
لهم بصمة أينما حلّوا .
فمن الملوم هنا ..!!
ناقل يعتقد أنه " مُفكر " .. وغاص في مستنقع لطّخه .. وكشف ما خفى
حتى عليه - ربما - .
أم رجل مثقف .. إختلط بالناس .. وعاش تجاربهم .. وحوّل كل قراءاته
وإطلاعّه لخدمة أفكاره .. لتكوين هويته .. ولإثراء من حوله ..
وأولهم مجتمعه ..!!!
<< الصفحة الرئيسية