همجيّة .. أم ديموقراطية يا آل ( مصر ) ..!
ما يحدث هذه الأيام في الداخل المصري مُخيّب للآمال مهما أختلفت زاوية الرؤية .
وأعني سواءاً كنا مع الؤئيس المصري قراراته المتوقعة أو حتى ضدها .
لطالما كانت مصر بتجاربها السياسية .. والعسكرية .. والإقتصادية رائدةً لكثير من الدول العربية .. ومع تراجع هذا الدور في عهد المخلوع ( مبارك ) .. تراكمت الآلام على مصر وشعبها .. ولا زال وضع مصر مؤرق للكثير من المُحلّلين الإقليميين والدوليين .
طالب الشعب المصري بالحرية .. بالديموقراطية .. فأين هم اليوم ؟!..
الأحداث الحالية في الساحة المصرية تكشف خللاً كبيراً وواضحاً ومُعيباً في مفهوم الديموقراطية العربية بوجهِ عامّ ... وتُعزّز مفهوم حكم الفرد حتى على الصعيد الأصغر .
رئيس مُنتخب بإرادة شعبية .. وإنتخابات نزيهة .. أكثر من نصف الشعب إختاروا الرئيس .. ومع هذا نجد أن معظم المؤسسات المصرية من إعلام .. وعسكر وقضاء تستهين بهذا الخيار الشعبي ..!!!
فأين إذاً مفهوم الديموقراطية الذي يحاول المصريون زرعه في عالمنا العربي .. والشرق أوسطي بالتحديد ؟!..
هناك فارق كبير يا شعب مصر بين الديموقراطية والهمجية .
فالديموقراطية وما يليها أو ما يسبقها من ( حرية ) لا تعني العصيان ولا الإنشقاق على الخيار الشعبي .
هذه المرحلة لم تعد مجالاً لفرد العضلات من قبل أي مؤسسة .. لتضرب بالإختيار الشعبي عرض الحائط .
هذه المرحلة ليست مجالاً للعنتريات ولا لسحب البساط من تحت أرجل الرئيس ( أياًّ كان شخصه ) .. فمصلحة مصر وإستقرارها على المحكّ .
ولكن ما نراه هو تطبيق واقعي لحكم الفرد وتسلّطه من قبل بعض المؤسسات التي تتعامل مع الإدارة المصرية الجديدة كعدوٍ ينبغي إجتثاثه .
مع الأسف .. أثبت المصريون .. ومن قبلهم الكويتييون أن الديموقراطية لا زالت بعيدةً كل البُعد عن المفاهيم والعقول العربية .
ففرد العضلات .. وإنتزاع ما يُعتقد أنه حقوق ومناطحة السلطة الأكبر في أي دولة جميعها ممارسات لا تنتمي باي حال للديموقراطية ولا تُعزّز مفاهيمها .
لا أُريد أن يُفهم من مقالتي أنني مع تصرف الرئيس المصري بإنتقاله للخيار الديكتاتوري .. ولكن مُرسي لم يجد تعاوناً ولا دعماً طوال الأشهر الماضية التي مضت على توليه منصبه .. وإساءة إستغلال الحرية التي أُعطيت للمصريين .. برأيي هي من دفعه لمثل هذا التصرف ( الديكتاتوري ) .
لم أعدُ أريد اي ديموقراطية ولا حرية .. فلا زلنا شعوباً تُعاني من قلة النضج .. التي تصل لحدّ الرعونة .
أعيدوا لنا إستقرار منطقتنا .. فما يحدث ليس له سوى مُستفيد واحد .. ذاك الذي يُعطّل تنمية الفرد العربي ( المسلم ) .. ويعتقد تطبيقياً أن ثروات العالم المتمركزة في منطقتنا .. لا نستحقها لأننا مجموعة من ( الهمج ) .. وهذا ما تُثبته الأحداث .
ميرفت في 24/11/2012 مــ
8 تعليقات:
ليـس .. هناك اي نضج لمعنى الحرية,
صدقت عزيزي .. لا زلنا بحاجة للكثير من الوعي بأُسس الديموقراطية قبل المُطالبة بها .
علينا ان نكون واقعين نحن شعوب لا نملك اي مؤسسات مدنية
نحن ليس لدينا ساسة وليس لدينا قادة في اي مجال نحن ندور في فلك الامر بالله والمنتقم بامر اللة والذي افرغ المجتمع من بنيتة الاساسية من
ثقافة وحوار وتعليم جديد ومشاريغ حقيقية حتى اذا سقط المستبد وتبخر
انتبهنا اننا نعيش في التية........
علينا ان نصبر ..نصبر قليلا حتى نجيد التعامل مع الحرية
الكاهن
الإشكالية هنا عزيزي الكاهن أننا لا نُعطي حتى أنفسنا الفرصة لتعلّم الحرية الراقية .. بل نتعامل مع معطياتها الحالية بهمجيتنا .. وبهذا نُسيء حتى لمن ينادي بها .
لاننا نفتقد ثقافه الحريه وثقافه التعامل معها .. وهذه تحتاج الى فناء الجيل الحالي وترسيخ مفهموم الحريه وثقافتها وحسن استغلالها في الاجيال القادمه وهذا لن يكون لاننا باختصار شعوب بقر لا تجيد الا التناطح
أحسنت .. سياسة التناطح هي فقط ما نُتقن .. لذلك إستمرأنا ذيل قائمة العالم كشعوب عربية .
مرحبا
سعود محمد ( الشبكه الليبراليه العربيه)
في المقال اعلاه معلومه مهمه وهي ان الديموقراطيه كمفهوم لازالت بعيده عن الشعوب او العقول العربيه وهذا هو المحور واستشهدتي بالتجربه الكويتيه وهي قديمه وانا ارى ان ما في الكويت حريه وليست ديموقراطيه
والفرق شاسع بينهما .
الحديث عن عدم نضج العقل العربي للتعامل مع الديموقراطيه هو التبرير الصحيح احسنتي ..
ولو استعرضنا التاريخ العربي الحديث وبالاصح من بعد سايكس بيكو ومن ثم
ثورات الجيوش على الملكيات بإسم الحريه وحكم الشعب وهو غير صحيح ثم ما يحدث الان تحت مسمى الربيع العربي للاحظنا ان الامر مرتبط بشده وفي ارتباطه غرابة تضع الاف علامات الاستفهام فالامر بدأ بثورات الضباط الاحرار
في دول معينه وفي نفس الدول وبعد ما يقارب الاربعين عاما انقلبت الشعوب بنفس السيناريو ليصل الاخوان الى الكرسي بديلا عن العسكر
ومن هنا تبدأ التساؤلات الملحه ؟
نحن في هذه المنطقه لانزال قوى هزيله بائسه لاتستطيع ان تحكم نفسها ولابد ان يقودنا احد وهذا ما يحدث شئنا ام ابينا
ولن تحدث الديموقراطيه في مصر (كمثال) الا بعد ان توقف استيراد القمح
وتصدره بدورها فشعب يملك النيل ويستورد القمح ليصنع الخبز هو شعب
ضيع الطريق ويجب ان يقاد بالحديد والنار حتى يعرف كيف يستغل ثرواته .
تقبلي التحيه
هلا بك سعود العزيز .. إستمتعت كثيراً بمداخلاتك الواعية .. وأتفق معك في معظم نقاطها .. وأرى أنه كما تفضلت بدأت مصيبتنا بعد سايكس بيكو بلإستلام العسكر للحكم في بعض أجزاء العالم العربي .. وحزب البعث في أجزاءه الأخرى .
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية